«لا سبيل إلى العودة...» لكارول منصور.. الهجرات و«العود الأبدي»
2014-10-30 | إسكندر حبش
في أحد مقاطع قصيدته الشهيرة «مديح الظلّ العالي»، التي نُشرت عقب الخروج من بيروت بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، يكتب محمود درويش قائلا: «هي هجرةٌ أخرى، فلا تذهبْ تماما/ في ما تفتَّحَ من ربيعِ الأرضِ، في ما فجَّر الطيرانُ فينا/ من ينابيعٍ. ولا تذهبْ تماما/ في شظايانا لتبحث عن نبيٍّ فيكَ ناما./ هي هجرةٌ أُخرى إلى ما لستُ أَعرفُ.../ أَلفُ سَهْمٍ يكسرنا/ ومَنْ أَدمى جبين الله، يا ابنَ الله، سَمَّاهُ، وأَنزلهُ كتاباً أو غماما/ كمْ كُنْتَ وحدك، يا ابن أُمِّي،/ يا ابنَ أكثر من أبٍ،/ كم كُنْتَ وحدكْ».
يصح مقطع درويش هذا، للدخول إلى قلب الإشكالية التي تطرحها المخرجة كارول منصور في فيلمها الوثائقي الأخير «لا سبيل إلى العودة الآن، يا صديقي»، إذ إنها تحاول قراءة بعض حالات الفلسطينيين الذين خرجوا من مخيم اليرموك في دمشق هناك حالة وحيدة خرجت من مخيم درعا، وحالة أخرى هاجرت من عكا إلى بيروت عام 1948 إثر الأحداث التي تعرفها سوريا منذ سنوات. وإذ اخترت هذا المقطع الذي يتحدث فيه درويش عن الطيران، فلأنه يتقاطع مع ما قالته إحدى شخصيات الفيلم، في أن أهل مخيم اليرموك بدأوا يتحدثون عن مرحلة ما قبل «الميغ» وما بعد «الميغ».
هاتان المرحلتان، تشكلان فعلا المناخ العام الذي يُسيّر شخصيات الفيلم، أي رغبة الجميع في أن يبقوا بالمخيم، بداية، وأن لا يعرفوا هجرة