من زنزانة البرغوثي إلى «البيت الأبيض»
2014-08-08 | كلوفيس مقصود
من زنزانته الصغيرة، توجّه مروان البرغوثي قائد المقاومة الفلسطينية الذي يتمتع بكاريزما وشعبية كبيرتين والمعتقل منذ 15 نيسان 2002 الى الشعب الفلسطيني، داعياً إياه الى التحرك لمساعدة غزّة ووقف العدوان الاسرائيلي عليها. وقال في 29 تموز: «يتعين على فصائل المقاومة في كل الأراضي الفلسطينية أن تدرك الآن أهمية الوحدة بين الفلسطينيين وأن تقوم بدعم حكومة الوحدة الوطنية وأن تلتزم التزاماً تاماً بشرعيتها. من وسط آلاف الأسرى المناضلين، أحيي المقاومة الفلسطينية».
وفي نهاية رسالته الطويلة الى الشعب الفلسطيني كتب البرغوثي: «لقد حان الوقت لإعادة النظر في وظائف السلطة الفلسطينية كافة، بما يخدم خيار الصمود والمقاومة بعد الفشل الذريع للتجربة السابقة، لإنهاء سفك دماء أطفالنا ونسائنا وشيوخنا وأبطالنا المقاومين التي ستفتح طريقنا إلى القدس. فالشعوب لا تتحرر إلا من خلال التضحيات، ولا تنال الاستقلال إلا من خلال الكفاح والمقاومة والتضحية والفداء».
ويشكل نداء البرغوثي عاملاً قوياً يساهم في تعزيز المصالحة الوطنية التي حصلت بين السلطات في الضفة الغربية وفي قطاع غزة، كما يعزز من مصداقيتها وفعاليتها. وجاء هذا النداء من القائد الذي أصبح بعد سنوات من النضال الشخصية السياسية الأكثر تأثيراً في فلسطين.
وأود الإشارة الى هذا النداء، لأنه جاء بعد التظاهرات المتنامية في الضفة الغربية والقدس التي لم تعلن تضامنها مع شعب غزّة فحسب، بل دعت الى وحدة الشعب الفلسطيني من خلال تدعيم حكومة الوحدة الوطنية الجديدة.