لا الماضي أزحناه ولا المستقبل نبنيه
2015-01-06 | سليمان تقي الدين
لم تأخذ سنة 2014 ملفاتها السوداء معها، بل هي وضعتها في خانة الديون، حتى تلك الدول التي يغطي النفط معظم احتياجاتها بعد أن قررت إدخاله في المنازلة السياسية الكبرى. «الإسلام والنفط»، كما يقول أهل الجزيرة العربية، هما «الهبة التي يمتلكونها» تَحَوَّلا إلى العبء الأكبر اليوم.
كلاهما، الإسلام والنفط، صارا من عناصر هذه الفوضى العربية الاستثنائية في تدميرها لمنجزات العرب، والمنجز البشري قبل الحضارة المادية. أما دعاة «الرسالة الخالدة» فهم شركاء في حفلة التدمير الذاتي حيث سقطت الرسالة واحتفظوا بالسلطة دون سواها من عناصر قوتهم.
أشرف الحريق العربي على ولوج عتبة سنته الخامسة ولا أحد يستطيع الادعاء أنه يحاصر هذا الحريق. المشكلات هي نفسها والفاعلون هم أنفسهم في الداخل والخارج. تبقى بلاد الرافدين والشام تكرر أخبارها اليومية في القتل والتدمير.
بارقة الأمل التي حاولت إطلاقَها «الأفكارُ الروسية» لما يُسمى «الحل السياسي» في سوريا دونها الكثير من العقبات وفي المقدمة القوى المعنية بوقف العنف. أما الهَبَّةُ المفترضة في وجه الإرهاب و «داعش» بشكل خاص فلا أثر لها بعد في الميدان لا من حيث الهجوم المعاكس ولا من حيث «المؤتمرات» الفكرية التي يجب أن تحسم في