سيبقى المكان فارغاً من دونك
2016-12-31 | دارين حوماني
كيف لنا أن نمضي بدون الوطن الذي أخذنا بيدنا فكان انتماءنا الوحيد في هذا البلد المشوّه؟ إنه يختار موته بنفسه.. هل اعتقد أنه متكئ على غيوم عابرة فهمّشنا ولم ينتبه لحزننا.. سفيرتنا الجميلة المدهشة منذ صعوبات ولادتها التي ابتدأت إنجازاً مذهلاً من طلال سلمان ورفاقه الى الموت المفاجئ.. موت قائم على انهيار وطن..
ثمة حزن لا يمكن رفعه في حالة الموت الصادم.. الخسارات التي تشبهنا.. لا يمكن المضي في هذا العمر أكثر ونحن نجهد أن نخلق وطناً فتسقط بين يدينا ركيزة أضلاعه.. أن نقيم جسوراً أخرى إضافية بأصواتنا وأنتِ لستِ هنا.. من يُخرج هذا الشعب من ظلاميّته وقد استفحلت طائفيتهم في خدش هذا الجسد الذي كان جميلاً في ما مضى.. مشوّهة بيروت بدونكِ فيما أنت تموتين «واقفة كالأشجار»...
نغنّي سميح القاسم وهو يخبرنا عنك: «إن عشت فعش حراً وإن متّ فمت كالأشجار وقوفاً».. ونتذكر محمود درويش وهو يخبرنا عنك: «على هذه الأرض ما يستحق الحياة».
طلال سلمان.. نحبكَ لأنك جئت بنا إلينا، فصار لصوتنا مكانٌ وزمانٌ أبعادهما النهضة بنا الى المقاومة والعلمانية والوعي مؤرخين منذ ثلاثة وأربعين عاماً الى لحظة الرحيل.. موت